201- عَنْ عَبْدِ اللهِ بِنِ زَيْدِ بْنِ
عَاصِمٍ [ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ]، أَنَّهُ شَكَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الرَّجُلُ الَّذِي يُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهُ يَجِدُ
الشَّيْءَ فِي الصَّلاةِ، فَقَـالَ: ((لا يَنْفَتِلْ -أَوْ لاَ يَنْصَـرِفْ-
حَتَّى يَسْمَعَ صَوْتًا، أَوْ يَجِدَ رِيحًا)). رواه البخاري ومسلم([1]).
202- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ [ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ ]، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((إِذَا
تَوَضَّأَ أَحَدُكُمْ فَلْيَجْعَلْ فِي أَنْفِهِ مَاءً ثُمَّ لِيَنْتَثِرْ، وَمَنِ
اسْتَجْمَرَ فَلْيُوتِرْ، وَإِذَا اسْتَيْقَظَ أَحَدُكُمْ مِنْ نَوْمِهِ
فَلْيَغْسِلْ يَدَهُ قَبْلَ أَنْ يُدْخِلَهَا فِي وَضُوئِهِ، فَإِنَّ أَحَدَكُمْ
لاَ يَدْرِي أَيْنَ بَاتَتْ يَدُهُ)).
رواه البخاري ومسلم([2]).
رواه البخاري ومسلم([2]).
203- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ [ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ ]، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَقِيَهُ
فِي بَعْضِ طَرِيقِ المَدِينَةِ وَهُوَ جُنُبٌ، فَانْخَنَسْتُ مِنْهُ، فَذَهَبَ
فَاغْتَسَلَ ثُمَّ جَاءَ، فَقَالَ: ((أَيْنَ كُنْتَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ؟)) قَالَ:
كُنْتُ جُنُبًا، فَكَرِهْتُ أَنْ أُجَالِسَكَ وَأَنَا عَلَى غَيْرِ طَهَارَةٍ، فَقَالَ:
((سُبْحَانَ اللَّهِ! إِنَّ المُسْلِمَ لاَ يَنْجُسُ)). رواه البخاري ومسلم([3]).
204- عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ
المُؤْمِنِينَ [ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ]، قَالَتْ: فَرَضَ اللَّهُ الصَّلاةَ
حِينَ فَرَضَهَا رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ، فِي الحَضَرِ وَالسَّفَرِ،
فَأُقِرَّتْ صَلاةُ السَّفَرِ، وَزِيدَ فِي صَلاةِ الحَضَرِ. رواه البخاري ومسلم([4]).
205- عَنْ عَائِشَةَ [ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهَا ]، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى فِي
خَمِيصَةٍ لَهَا أَعْلامٌ، فَنَظَرَ إِلَى أَعْلامِهَا نَظْرَةً، فَلَمَّا
انْصَرَفَ قَالَ: ((اذْهَبُوا بِخَمِيصَتِي هَذِهِ إِلَى أَبِي جَهْمٍ، وَأْتُونِي
بِأَنْبِجَانِيَّةِ أَبِي جَهْمٍ، فَإِنَّهَا أَلهَتْنِي آنِفًا عَنْ صَلاتِي)).
رواه البخاري ومسلم([5]).
206- عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ [ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ ]، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
سَقَطَ عَنْ فَرَسِهِ، فَجُحِشَتْ سَاقُهُ أَوْ كَتِفُهُ، وَآلَى مِنْ نِسَائِهِ
شَهْرًا، فَجَلَسَ فِي مَشْرُبَةٍ لَهُ دَرَجَتُهَا مِنْ جُذُوعٍ، فَأَتَاهُ
أَصْحَابُهُ يَعُودُونَهُ، فَصَلَّى بِهِمْ جَالِسًا وَهُمْ قِيَامٌ، فَلَمَّا
سَلَّمَ قَالَ: ((إِنَّمَا جُعِلَ الإِمَامُ لِيُؤْتَمَّ بِهِ، فَإِذَا كَبَّرَ
فَكَبِّرُوا، وَإِذَا رَكَعَ فَارْكَعُوا، وَإِذَا سَجَدَ فَاسْجُدُوا، وَإِنْ
صَلَّى قَائِمًا فَصَلُّوا قِيَامًا))، وَنَزَلَ لِتِسْعٍ وَعِشْرِينَ، فَقَالُوا:
يَا رَسُولَ اللَّهِ, إِنَّكَ آلَيْتَ شَهْرًا؟ فَقَالَ: ((إِنَّ الشَّهْرَ تِسْعٌ
وَعِشْرُونَ)). رواه البخاري ومسلم([6]).
207- عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ [
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما ]، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يُصَلِّي عَلَى رَاحِلَتِهِ حَيْثُ تَوَجَّهَتْ، فَإِذَا أَرَادَ
الفَرِيضَةَ نَزَلَ فَاسْتَقْبَلَ القِبْلَةَ. رواه البخاري([7]).
208- عَنْ أَبِي قَتَادَةَ السَّلَمِيِّ
[ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ]، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَـالَ: ((إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمُ المَسْجِدَ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ
قَبْلَ أَنْ يَجْلِسَ)). رواه البخاري ومسلم([8]).
209- عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ [ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ]، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: ((صَلاةُ الجَمِيعِ تَزِيدُ عَلَى صَلاتِهِ فِي بَيْتِهِ
وَصَلاَتِهِ فِي سُوقِهِ خَمْسًا وَعِشْرِينَ دَرَجَةً، فَإِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا
تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ، وَأَتَى المَسْجِدَ لاَ يُرِيدُ إِلاَّ الصَّلاةَ، لَمْ
يَخْطُ خَطْوَةً إِلاَّ رَفَعَهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَةً، وَحَطَّ عَنْهُ
خَطِيئَةً، حَتَّى يَدْخُلَ المَسْجِدَ، وَإِذَا دَخَلَ المَسْجِدَ كَانَ فِي
صَلاةٍ مَا كَانَتْ تَحْبِسُهُ، وَتُصَلِّي -يَعْنِي عَلَيْهِ المَلائِكَةُ- مَا
دَامَ فِي مَجْلِسِهِ الَّذِي يُصَلِّي فِيهِ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ،
اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ، مَا لَمْ يُحْدِثْ فِيهِ)). رواه البخاري ومسلم([9]).
210- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ [ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ ]، أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَالَ: ((إِذَا اشْتَدَّ الحَرُّ فَأَبْرِدُوا بِالصَّلاةِ، فَإِنَّ
شِدَّةَ الحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ)). رواه البخاري ومسلم([10]).
211- عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ [
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ]، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَنَظَرَ إِلَى القَمَرِ لَيْلَةً -يَعْنِي: البَدْرَ- فَقَالَ:
((إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ كَمَا تَرَوْنَ هَذَا القَمَرَ، لاَ تُضَامُّونَ
فِي رُؤْيَتِهِ، فَإِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ لاَ تُغْلَبُوا عَلَى صَلاةٍ قَبْلَ
طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا فَافْعَلُوا)). ثُمَّ قَرَأَ: ﴿وَسَبِّحْ
بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الغُرُوبِ﴾ قَالَ
إِسْمَاعِيلُ: افْعَلُـوا لاَ تَفُوتَنَّكُمْ، وفي رِوَايَةِ مُسْلِمٍ: يَعْنِي:
العَصْرَ والفَجْرَ. رواه البخاري ومسلم([11]).
212- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ [ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ ]، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
((يَتَعَاقَبُونَ فِيكُمْ مَلائِكَةٌ بِاللَّيْلِ وَمَلائِكَةٌ بِالنَّهَارِ،
وَيَجْتَمِعُونَ فِي صَلاةِ الفَجْرِ وَصَلاةِ العَصْرِ، ثُمَّ يَعْرُجُ الَّذِينَ
بَاتُوا فِيكُمْ فَيَسْأَلُهُمْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِهِمْ: كَيْفَ تَرَكْتُمْ
عِبَادِي؟ فَيَقُولُونَ: تَرَكْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ، وَأَتَيْنَاهُمْ وَهُمْ
يُصَلُّونَ)). رواه البخاري ومسلم([12]).
213- عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو -هُوَ ابْنُ الحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ- قَالَ:
سَأَلْنَا جَابِرَ بْنَ عَبْدِاللَّهِ عَنْ صَلاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالَ: كَانَ يُصَلِّي الظُّهْرَ بِالهَاجِرَةِ، وَالعَصْرَ
وَالشَّمْسُ حَيَّةٌ، وَالمَغْرِبَ إِذَا وَجَبَتْ، وَالعِشَاءَ إِذَا كَثُرَ
النَّاسُ عَجَّلَ وَإِذَا قَلُّوا أَخَّرَ، وَالصُّبْحَ بِغَلَسٍ. رواه البخاري
ومسلم([13]).
214- عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ [ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ ]، أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَزَيْدَ
بْنَ ثَابِتٍ تَسَحَّرَا، فَلَمَّا فَرَغَا مِنْ سَحُورِهِمَا قَامَ نَبِيُّ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الصَّلاةِ فَصَلَّى، قُلْنَا
لأَنَسٍ: كَمْ كَانَ بَيْنَ فَرَاغِهِمَا مِنْ سَحُورِهِمَا وَدُخُولِهِمَا فِي
الصَّلاَةِ؟ قَالَ: قَدْرُ مَا يَقْرَأُ الرَّجُلُ خَمْسِينَ آيَةً. رواه البخاري([14]).
215- عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ [ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُمَا ]، قَالَ: شَهِدَ عِنْدِي رِجَالٌ مَرْضِيُّونَ، وَأَرْضَاهُمْ
عِنْدِي: عُمَرُ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَن
الصَّلاةِ بَعْدَ الصُّبْحِ حَتَّى تَشْرُقَ الشَّمْسُ، وَبَعْدَ العَصْرِ حَتَّى
تَغْرُبَ. رواه البخاري ومسلم([15]).
216- عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَنْصَارِيِّ ثُمَّ المَازِنِيِّ، عَنْ
أَبِيهِ أَنَّهُ أَخْبَرَهُ: أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الخُدْرِيَّ [ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ ]، قَالَ لَهُ: إِنِّي أَرَاكَ تُحِبُّ الغَنَمَ وَالبَادِيَةَ، فَإِذَا
كُنْتَ فِي غَنَمِكَ أَوْ بَادِيَتِكَ فَأَذَّنْتَ بِالصَّلاةِ فَارْفَعْ صَوْتَكَ
بِالنِّدَاءِ، فَإِنَّهُ لاَ يَسْمَعُ مَدَى صَوْتِ المُؤَذِّنِ جِنٌّ وَلاَ
إِنْسٌ وَلاَ شَيْءٌ إِلاَّ شَهِدَ لَهُ يَوْمَ القِيَامَـةِ، قَالَ أَبُو سَعِيدٍ:
سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. رواه البخاري([16]).
217– عَنْ جَابِرٍ [ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ ]، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((مَنْ
قَالَ حِينَ يَسْمَعُ النِدَاءَ: اللَّهُمَّ رَبَّ هَذِهِ الدَعْوَةِ الَتامَّةِ
وَالصَلاةِ القَائِمَةِ، آتِ مُحَمَدًا الوَسِيلَةَ وَالفَضِيلَةَ، وَابْعَثْهُ
مَقَامًا مَحْمُودًا الذِي وَعَدْتَهُ، حَلَّتْ لَهُ شَفاعَتِي يَوْمَ القِيَامَةِ)).
رواه البخاري([17]).
218- عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ
أَبِيهِ [ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ]، قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ نُصَلِّي مَعَ
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ سَمِعَ جَلَبَةَ رِجَالٍ،
فَلَمَّا صَلَّى قَالَ: ((مَا شَأْنُكُمْ؟)) قَالُوا: اسْتَعْجَلْنَا إِلَى
الصَّلاةِ، قَالَ: ((فَلاَ تَفْعَلُوا، إِذَا أَتَيْتُمُ الصَّلاةَ فَعَلَيْكُمْ
بِالسَّكِينَةِ، فَمَا أَدْرَكْتُمْ فَصَلُّوا وَمَا فَاتَكُمْ فَأَتِمُّوا)).
رواه البخاري ومسلم([18]).
219- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ [ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ ]، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((أَمَا
يَخْشَى أَحَدُكُمْ -أَوْ لا يَخْشَى أَحَدُكُمْ- إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ قَبْلَ
الإِمَامِ، أَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ رَأْسَهُ رَأْسَ حِمَارٍ، أَوْ يَجْعَلَ اللَّهُ
صُورَتَهُ صُورَةَ حِمَارٍ؟!)). رواه البخاري ومسلم([19]).
220- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ [ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ ]، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
((إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ لِلنَّاسِ فَلْيُخَفِّفْ، فَإِنَّ مِنْهُمُ الضَّعِيفَ
وَالسَّقِيمَ وَالكَبِيرَ، وَإِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ لِنَفْسِهِ فَلْيُطَوِّلْ
مَا شَاءَ)). رواه البخاري ومسلم([20]).
221- عَنْ أنَسِ بْنِ مَالِكٍ [ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ ]، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَا
بَالُ أَقْوَامٍ يَرْفَعُونَ أَبْصَارَهُمْ إِلَى السَّمَاءِ فِي صَلاتِهِمْ))، فَاشْتَدَّ
قَوْلُهُ فِي ذَلِكَ، حَتَّى قَالَ: ((لَيَنْتَهُنَّ عَنْ ذَلِكَ أَوْ
لَتُخْطَفَنَّ أَبْصَارُهُمْ)). رواه البخاري([21]).
222- عَنْ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ
الزُّرَقِيِّ [ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ]، قَالَ: كُنَّا يَوْمًا نُصَلِّي وَرَاءَ
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, فَلَمَّا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ
الرَّكْعَةِ قَالَ: ((سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ))، قَالَ رَجُلٌ وَرَاءَهُ:
رَبَّنَا وَلَكَ الحَمْدُ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ، فَلَمَّا
انْصَرَفَ قَالَ: ((مَـنِ المُتَكَلِّمُ؟)) قَالَ: أَنَا، قَـالَ: ((رَأَيْتُ
بِضْعَةً وَثَلاثِينَ مَلَكًا يَبْتَدِرُونَهَا، أَيُّهُمْ يَكْتُبُهَا أَوَّلُ)).
رواه البخاري([22]).
223- عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ [ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُمَا ]، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
((أُمِرْتُ أَنْ أَسْجُدَ عَلَى سَبْعَةِ أَعْظُمٍ: عَلَى الجَبْهَةِ وَأَشَارَ
بِيَدِهِ عَلَى أَنْفِهِ، وَاليَدَيْنِ، وَالرُّكْبَتَيْنِ، وَأَطْرَافِ
القَدَمَيْـنِ، وَلاَ نَكْفِتَ الثِّيَـابَ وَالشَّعَرَ)). رواه البخاري ومسلم([23]).
224- عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّهُ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ كَانَ
يَرَى عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ [ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ]، يَتَرَبَّعُ فِي
الصَّلاةِ إِذَا جَلَسَ، فَفَعَلْتُهُ وَأَنَا
يَوْمَئِذٍ حَدِيثُ السِّنِّ، فَنَهَانِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ وَقَالَ:
إِنَّمَا سُنَّةُ الصَّلاةِ أَنْ تَنْصِبَ رِجْلَكَ اليُمْنَى وَتَثْنِيَ
اليُسْرَى، فَقُلْتُ: إِنَّكَ تَفْعَلُ ذَلِكَ! فَقَالَ: إِنَّ رِجْلَيَّ لاَ
تَحْمِلاَنِي. رواه البخـاري([24]).
225- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ [ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ ]، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((مَنِ
اغْتَسَلَ يَوْمَ الجُمُعَةِ غُسْلَ الجَنَابَةِ ثُمَّ رَاحَ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ
بَدَنَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّانِيَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ
بَقَرَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّالِثَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ كَبْشًا
أَقْرَنَ، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الرَّابِعَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ
دَجَاجَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الخَامِسَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ
بَيْضَةً، فَإِذَا خَرَجَ الإِمَامُ حَضَرَتِ المَلائِكَةُ يَسْتَمِعُونَ
الذِّكْرَ)). رواه البخاري ومسلم([25]).
226- عَنِ ابْنِ
عُمَرَ [ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ]، قال: نَهَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُقِيمَ الرَّجُلُ أَخَـاهُ مِنْ مَقْعَدِهِ، وَيَجْلِسَ
فِيهِ. رواه البخاري ومسلم([26]).
227- عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ [
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ]، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّي قَبْلَ الظُّهْرِ رَكْعَتَيْنِ وَبَعْدَهَا رَكْعَتَيْنِ،
وَبَعْدَ المَغْرِبِ رَكْعَتَيْنِ فِي بَيْتِهِ، وَبَعْدَ العِشَاءِ رَكْعَتَيْنِ،
وَكَانَ لاَ يُصَلِّي بَعْدَ الجُمُعَةِ حَتَّى يَنْصَرِفَ فَيُصَلِّي
رَكْعَتَيْنِ. رواه البخاري ومسلم([27]).
228- عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ [ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُمَا ]، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ
قَالَ: ((مَا العَمَلُ فِي أَيَّامٍ أَفْضَلَ مِنْهَا فِي هَذِهِ)). قَالُوا: وَلا
الجِهَادُ؟ قَالَ: ((وَلاَ الجِهَادُ، إِلاَّ رَجُلٌ خَرَجَ يُخَاطِرُ بِنَفْسِهِ
وَمَالـِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ بِشَيْءٍ)). رواه البخاري([28]).
229- عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ [ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ ]، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا
يَرْفَعُ يَدَيْهِ فِي شَيْءٍ مِنْ دُعَائِهِ إِلاَّ فِي الاسْتِسْقَاءِ،
وَإِنَّهُ يَرْفَعُ حَتَّى يُرَى بَيَاضُ إِبْطَيْهِ. رواه البخاري ومسلم([29]).
230- عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ
[ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ]، قَالَ: أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ دُلَّنِي عَلَى عَمَلٍ؛ إِذَا أَنَا عَمِلْتُهُ
أَحَبَّنِي اللَّهُ وَأَحَبَّنِي النَّاسُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((ازْهَدْ فِي الدُّنْيَا يُحِبَّكَ اللَّهُ، وَازْهَدْ فِيمَا
فِي أَيْدِي النَّاسِ يُحِبُّوكَ)). رواه ابن ماجه([30]).
231- عَنْ عَائِشَةَ [ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ]، قَالَتْ: إِنْ
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيَدَعُ العَمَلَ وَهُوَ
يُحِبُّ أَنْ يَعْمَلَ بِهِ خَشْيَةَ أَنْ يَعْمَلَ بِهِ النَّاسُ فَيُفْرَضَ
عَلَيْهِمْ، وَمَا سَبَّحَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
سُبْحَةَ الضُّحَى قَطُّ، وَإِنِّي لأُسَبِّحُهَا. رواه البخاري ومسلم([31]).
232- عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ: سَأَلْتُ
عَائِشَةَ [ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ]، عَنْ صَلاةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِاللَّيْلِ؟ فَقَالَتْ: سَبْعٌ وَتِسْعٌ وَإِحْدَى
عَشْرَةَ، سِوَى رَكْعَتِي الفَجْرِ. رواه البخاري ومسلم([32]).
233- عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ [ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ ]، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يُفْطِرُ مِنَ الشَّهْرِ حَتَّى نَظُنَّ أَنْ لاَ يَصُومَ مِنْهُ،
وَيَصُومُ حَتَّى نَظُنَّ أَنْ لاَ يُفْطِرَ مِنْهُ شَيْئًا، وَكَانَ لا تَشَاءُ
أَنْ تَرَاهُ مِن اللَّيْلِ مُصَلِّيًا إِلاَّ رَأَيْتَهُ، وَلاَ نَائِمًا إِلاَّ
رَأَيْتَهُ. رواه البخاري([33]).
234- عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ [ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهَا ]، قَالَتْ: سَمِعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
جَلَبَةَ خَصْمٍ ببَابِ حُجْرَتِهِ، فَخَرَجَ إلَيْهِمْ فَقَالَ: ((إِنَّمَا أَنَا
بَشَرٌ، وَإِنَّهُ يَأْتِينِي الخَصْمُ، فَلَعَلَّ بَعْضَهُمْ أَنْ يَكُونَ
أَبْلَغَ مِنْ بَعْضٍ، فَأَحْسِبُ أَنَّهُ صَادِقٌ فأَقْضِي لَهُ، فَمَنْ قَضَيْتُ
لَهُ بِحَقِّ مُسْلِمٍ، فَإِنَّمَا هِيَ قِطْعَةٌ مِنَ النَّارِ فَلْيَحْمِلْهَا
أَوْ يَذَرْهَا)). رواه البخاري ومسلم([34]).
235- عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ [
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ]، قَالَ: كُنَّا فِي غَزَاةٍ - قَالَ سُفْيَـانُ
مَرَّةً: فِي جَيْشٍ - فَكَسَعَ رَجُلٌ مِنَ المُهَاجِرِينَ رَجُلاً مِنَ
الأَنْصَارِ، فَقَالَ الأَنْصَارِيُّ: يَا لَلأَنْصَارِ, وَقَالَ المُهَاجِرِيُّ:
يَا لَلْمُهَاجِرِينَ, فَسَمِعَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فَقَالَ: ((مَا بَالُ دَعْوَى الجَاهِلِيَّةِ؟!)) قَالُوا: يَا رَسُولَ
اللَّهِ, كَسَعَ رَجُلٌ مِـنَ المُهَاجِرِينَ رَجُلاً مِنَ الأَنْصَارِ, فَقَالَ: ((دَعُـوهَا
فَإِنَّهَا مُنْتِنَةٌ)). رواه البخاري ومسلم([35]).
236- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ [ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ ]، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: ((مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ فَلا يُؤْذِ جَارَهُ،
وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ،
وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ
لِيَصْمُتْ)). وفي رواية: ((فَلْيُكْرِمْ جَارَهُ)). رواه البخاري ومسلم([36]).
237- عَنْ جُنْدَبٍ [ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ]، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَنْ سَمَّعَ سَمَّعَ اللَّهُ بِهِ، وَمَنْ يُرَائِي
يُرَائِي اللَّهُ بِهِ)). رواه البخاري ومسلم([37]).
238- عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ [ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ]، قَالَ: فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَكَاةَ الفِطْرِ طُهْرَةً لِلصَّائِمِ مِنَ
اللَّغْوِ وَالرَّفَثِ وَطُعْمَةً لِلْمَسَاكِينِ، مَنْ أَدَّاهَا قَبْلَ
الصَّلاةِ فَهِيَ زَكَاةٌ مَقْبُولَةٌ، وَمَنْ أَدَّاهَا بَعْدَ الصَّلاةِ فَهِيَ
صَدَقَةٌ مِنَ الصَّدَقَاتِ. رواه أبو داود وابن ماجه([38]).
239- عَنْ
أُمِّ الفَضْلِ [ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ]، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَى العَبَّاسِ وَهُوَ يَشْتَكِي, فَتَمَنَّى
المَوْتَ؛ فَقَالَ: ((يَا عَبَّاسُ, يَا عَمَّ رَسُولِ اللَّهِ, لاَ تَتَمَنَّ
المَوْتَ، إِنْ كُنْتَ مُحْسِنًا تَزْدَادُ إِحْسَانًا إِلَى إِحْسَانِكَ خَيْرٌ
لَكَ، وَإِنْ كُنْتَ مُسِيئًا فَإِنْ تُؤَخَّرْ تَسْتَعْتِبْ خَيْرٌ لَكَ، فَلاَ
تَتَمَنَّ المَوْتَ)). رواه أحمد([39]).
240- عَنْ
أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ [ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ]، أَنَّ نَاسًا مِن الأَنْصَارِ
قَالُوا لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ أَفَاءَ
اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِن أَمْوَالِ
هَوَازِنَ مَا أَفَاءَ، فَطَفِقَ يُعْطِي رِجَالاً مِنْ قُرَيْشٍ المِئَةَ مِنَ
الإِبِلِ، فَقَالُوا: يَغْفِرُ اللَّهُ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، يُعْطِي قُرَيْشًا وَيَدَعُنَا وَسُيُوفُنَا تَقْطُرُ مِن دِمَائِهِمْ،
قَالَ أَنَسٌ: فَحُدِّثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَقَالَتِهِمْ،
فَأَرْسَلَ إِلَى الأَنْصَارِ فَجَمَعَهُمْ فِي قُبَّةٍ مِنْ أَدَمٍ وَلَمْ يَدْعُ
مَعَهُمْ أَحَدًا غَيْرَهُمْ، فَلَمَّا اجْتَمَعُوا جَاءَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: ((مَا كَانَ حَدِيثٌ بَلَغَنِي
عَنْكُمْ؟)) قَالَ لَهُ فُقَهَاؤُهُمْ: أَمَّا ذَوُوا آرَائِنَا يَا رَسُولَ
اللَّهِ فَلَمْ يَقُولُوا شَيْئًا، وَأَمَّا أُنَاسٌ مِنَّا حَدِيثَةٌ
أَسْنَانُهُمْ فَقَالُوا: يَغْفِرُ اللَّهُ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعْطِي قُرَيْشًا وَيَتْرُكُ الأَنْصَارَ وَسُيُوفُنَا
تَقْطُرُ مِنْ دِمَائِهِمْ! فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: ((إِنِّي أُعْطِي رِجَالاً حَدِيثٌ عَهْدُهُمْ بِكُفْرٍ، أَمَا
تَرْضَوْنَ أَنْ يَذْهَبَ النَّاسُ بِالأَمْوَالِ وَتَرْجِعُوا إِلَى رِحَالِكُمْ
بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَوَاللَّهِ مَا
تَنْقَلِبُونَ بِهِ خَيْرٌ مِمَّا يَنْقَلِبُونَ بِهِ)). قَالُوا: بَلَى يَا
رَسُولَ اللَّهِ قَدْ رَضِينَا، فَقَالَ لَهُمْ: ((إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ بَعْدِي
أَثَرَةً شَدِيدَةً، فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوُا اللَّهَ وَرَسُولَهُ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الحَوْضِ)). قَالَ أَنَسٌ: فَلَمْ نَصْبِرْ.
رواه البخاري ومسلم([40]).
241- عَنْ أَبَي هُرَيْرَةَ [ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ]، قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِنَّمَا الإِمَامُ
جُنَّةٌ؛ فَإِذَا صَلَّى قَاعِدًا فَصَلُّوا قُعُودًا، وَإِذَا قَالَ: سَمِعَ
اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ فَقُولُوا: اللَّهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الحَمْدُ، فَإِذَا
وَافَقَ قَوْلُ أَهْلِ الأَرْضِ قَوْلَ أَهْـلِ السَّمَاءِ، غُفِرَ لَهُ مَا
تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ)). رواه مسلم([41]).
242- عَنْ
حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ [ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ]، قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَعْطَانِي، ثُمَّ سَأَلْتُهُ فَأَعْطَانِي،
ثُمَّ سَأَلْتُهُ فَأَعْطَانِي، ثُمَّ قَالَ: ((يَا حَكِيمُ, إِنَّ هَذَا المَالَ
خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ فَمَنْ أَخَذَهُ بِسَخَاوَةِ نَفْسٍ بُورِكَ لَهُ فِيهِ، وَمَنْ
أَخَذَهُ بِإِشْرَافِ نَفْسٍ لَمْ يُبَارَكْ لَهُ فِيهِ، كَالَّذِي يَأْكُلُ وَلا
يَشْبَعُ، اليَدُ العُلْيَا خَيْرٌ مِنَ اليَدِ السُّفْلَى)) قَالَ حَكِيمٌ:
فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ, وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لاَ أَرْزَأُ
أَحَدًا بَعْدَكَ شَيْئًا حَتَّى أُفَارِقَ الدُّنْيَا، فَكَانَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ يَدْعُو حَكِيمًا إِلَى العَطَاءِ, فَيَأْبَى أَنْ يَقْبَلَهُ
مِنْهُ، ثُمَّ إِنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ دَعَاهُ لِيُعْطِيَهُ, فَأَبَى
أَنْ يَقْبَلَ مِنْهُ شَيْئًا، فَقَالَ عُمَرُ: إِنِّي أُشْهِدُكُمْ يَا مَعْشَرَ
المُسْلِمِينَ عَلَى حَكِيمٍ أَنِّي أَعْرِضُ عَلَيْهِ حَقَّهُ مِنْ هَذَا
الفَيْءِ فَيَأْبَى أَنْ يَأْخُذَهُ، فَلَمْ يَرْزَأْ حَكِيمٌ أَحَدًا مِنَ النَّـاسِ
بَعْدَ رَسُـولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى تُوُفِّيَ.
رواه البخاري ومسلم([42]).
243- عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ [ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما ]، أَنَّهُ
دَفَعَ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ عَرَفَةَ،
فَسَمِعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَاءَهُ زَجْرًا
شَدِيدًا وَضَرْبًا وَصَوْتًا لِلإِبِلِ، فَأَشَارَ بِسَوْطِهِ إِلَيْهِمْ وَقَالَ:
((أَيُّهَا النَّاسُ عَلَيْكُمْ بِالسَّكِينَةِ، فَإِنَّ البِرَّ لَيْسَ
بِالإِيضَاعِ)). أَوْضَعُوا: أَسْرَعُوا. رواه البخاري([43]).
244- عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ [ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ]، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لِلْعَبْدِ المَمْلُوكِ الصَّالِحِ أَجْرَانِ)).
وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْلاَ الجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالحَجُّ وَبِرُّ
أُمِّي، لأَحْبَبْتُ أَنْ أَمُوتَ وَأَنَا مَمْلُوكٌ. رواه البخاري ومسلم([44]).
245- عَنِ
النَّوَّاسِ بْنِ سمْعَانَ الأَنْصَارِيِّ [ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ]، قَالَ:
سَأَلْتُ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ البِرِّ وَالإِثْمِ؟
فَقَالَ: ((البِرُّ: حُسْنُ الخُلُقِ، والإِثْمُ مَا حَاكَ فِي صَدْرِكَ
وَكَرِهْتَ أَنْ يَطَّلِعَ عَلَيْهِ النَّاسُ)). رواه مسلم([45]).
246- عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ [ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهما ]، َقَالَ: يُوشِكُ أَهْلُ العِرَاقِ
أَنْ لاَ يُجْبَى إِلَيْهِمْ قَفِيزٌ وَلا دِرْهَمٌ، قُلْـنَا: مِنْ أَيْنَ ذَاكَ؟
قَالَ: مِنْ قِبَلِ العَجَمِ يَمْنَعُونَ ذَاكَ، ثُمَّ قَالَ: يُوشِكُ أَهْلُ الشَّأْمِ
أَنْ لاَ يُجْبَى إِلَيْهِمْ دِينَارٌ وَلا مُدْيٌ، قُلْنَا:مِنْ أَيْنَ ذَاكَ؟ قَالَ:
مِنْ قِبَلِ الرُّومِ، ثُمَّ سَكَتَ هُنَيَّةً، ثُمَّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((يَكُونُ فِي آخِرِ أُمَّتِي خَلِيفَةٌ يَحْثِي
المَالَ حَثْيًا، لاَ يَعُدُّهُ عَدَدًا)) قَالَ الجُرَيْرِيُّ: قُلْتُ لأَبِي نَضْرَةَ
وَأَبِي العَلاءِ: أَتَرَيَانِ أَنَّهُ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ العَزِيزِ؟ فَقَالاَ: لاَ.
رواه مسلم([46]).
247- عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ [ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ]، قَالَ: أَتَى رَجُلٌ رَسُولَ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: مَا تَأْمُرُنِي؟ قَالَ: ((بِرَّ
أُمَّكَ))، ثُمَّ عَادَ فَقَالَ: ((بِرَّ أُمَّكَ))، ثُمَّ عَادَ فَقَالَ: ((بِرَّ
أُمَّكَ))، ثُمَّ عَادَ الرَّابِعَةَ فَقَالَ:
((بِرَّ أَبَاكَ)). رواه أحمد([47]).
((بِرَّ أَبَاكَ)). رواه أحمد([47]).
248- عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ [ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا
]، قَالَ: انْخَسَفَتِ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
فَقَامَ قِيَامًا طَوِيلاً نَحْوًا مِنْ قِرَاءَةِ سُورَةِ البَقَرَةِ، ثُمَّ
رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلاً، ثُمَّ رَفَعَ فَقَامَ قِيَامًا طَوِيلاً وَهُوَ دُونَ
القِيَامِ الأَوَّلِ، ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلاً وَهُوَ دُونَ الرُّكُوعِ
الأَوَّلِ، ثُمَّ سَجَدَ, ثُمَّ قَامَ قِيَامًا طَوِيلاً وَهُوَ دُونَ القِيَامِ
الأَوَّلِ، ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلاً وَهُوَ دُونَ الرُّكُوعِ الأَوَّلِ،
ثُمَّ رَفَعَ فَقَامَ قِيَامًا طَوِيلاً وَهُوَ دُونَ القِيَامِ الأَوَّلِ، ثُمَّ
رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلاً وَهُوَ دُونَ الرُّكُوعِ الأَوَّلِ، ثُمَّ سَجَدَ ثُمَّ
انْصَرَفَ وَقَدْ تَجَلَّتِ الشَّمْسُ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
((إِنَّ الشَّمْسَ وَالقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ, لاَ يَخْسِفَانِ
لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلاَ لِحَيَاتِهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ ذَلِكَ فَاذْكُرُوا
اللَّهَ)) قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ: رَأَيْنَاكَ تَنَاوَلْتَ شَيْئًا فِي
مَقَامِكَ ثُمَّ رَأَيْنَاكَ كَعْكَعْتَ، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
((إِنِّي رَأَيْتُ الجَنَّةَ فَتَنَاوَلْتُ عُنْقُودًا وَلَوْ أَصَبْتُهُ
لأَكَلْتُمْ مِنْهُ مَا بَقِيَتِ الدُّنْيَا، وَأُرِيتُ النَّارَ فَلَمْ أَرَ
مَنْظَرًا كَاليَوْمِ قَطُّ أَفْظَعَ، وَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا النِّسَاءَ))
قَالُوا: بِمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَـالَ: ((بِكُفْرِهِنَّ)). قِيـلَ:
يَكْفُرْنَ بِاللَّهِ؟ قَـالَ: ((يَكْفُرْنَ العَشِيرَ، وَيَكْفُرْنَ الإِحْسَانَ،
لَوْ أَحْسَنْتَ إِلَى إِحْدَاهُنَّ الدَّهْرَ كُلَّهُ، ثُمَّ رَأَتْ مِنْكَ
شَيْئًا قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ مِنْكَ خَيْرًا قَطُّ)). رواه البخاري ومسلم([48]).
249- عَنْ
جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ [ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما ] قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَلِّمُنَا الاسْتِخَارَةَ فِي الأُمُورِ كُلِّهَا
كَمَا يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنَ القُرْآنِ، يَقُولُ: ((إِذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ
بِالأَمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الفَرِيضَةِ، ثُمَّ لِيَقُلْ: اللَّهُمَّ
إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ، وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُـدْرَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ
فَضْلِكَ العَظِيمِ، فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلاَ أَقْدِرُ، وَتَعْلَمُ وَلاَ أَعْلَمُ
وَأَنْتَ عَلاَّمُ الغُيُوبِ، اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ
خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي، أَوْ قَالَ: عَاجِلِ أَمْرِي
وَآجِلِهِ، فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي، ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ، وَإِنْ كُنْتَ
تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي،
أَوْ قَالَ: فِي عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ، فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ،
وَاقْدُرْ لِي الخَيْرَ حَيْثُ كَانَ ثُمَّ أَرْضِنِي))، قَالَ: ((وَيُسَمِّي حَاجَتَهُ)).
رواه البخاري([49]).
250- عَنْ
أَنَسٍ [ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ]، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَالَ: ((آيَةُ الإِيمَانِ: حُبُّ الأَنْصَارِ، وَآيَةُ النِّفَاقِ:
بُغْضُ الأَنْصَارِ)). رواه البخاري ومسلم([50]).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق